التخطي إلى المحتوى

زار فريق “العربي” المعهد الفدرالي للتكنولوجيا في سويسرا الذي يضم مختبرًا يشرف عليه دكتور الفيزياء الفلكية السويسري أدريان غلاوزر، أحد العلماء المساهمين في صناعة التلسكوب الأحدث في تاريخ البشرية “جيمس ويب”. 

ويطمح المشروع الفضائي الذي يشرف عليه غلاوزر إلى البحث مستقبلًا عن كائنات حية خارج المجموعة الشمسية التي ينتمي إليها كوكب الأرض. وقال دكتور الفيزياء الفلكية: “إن مكونات رئيسة من تلسكوب جيمس ويب صُنعت هنا”.

إسهامات بلاوزر بصناعة “جيمس ويب”

وقد استغرق المشروع عالم الفيزياء الفلكية غلاوزر عشرين عامًا من العمل. وأوضح الأخير أن حُجرة اختبار البرودة وسواها من الأدوات مكنته من الإسهام في صناعة أكبر مسبار فضائي أنتجته البشرية حتى الآن. 

وقال في حديثه إلى “العربي”: “لخفض تأثير الحرارة على المسبار كان علينا أن نخترع أنواعًا مختلفة من الأسلاك التي كان إنتاجها صعبًا جدًا واستخدمنا لأجلها نوعًا خاصًا من الستانلس ستيل وهي مادة لا يمكن لحامها، ولكي نعدها وفق معايير الأسلاك المناسبة لمهمة فضائية، فقد قمنا بعملية صعبة للغاية”. 

ويعد جهاز اسمه “غطاء التحكم بالتلوث” إنجاز غلاوزر الأساسي ومهمته منع تصلب أي جزئيات وتحولها إلى غبار نتيجة التجمد التام في الفضاء. 

مهمة “لايف”

وقد استغرق مسبار “جيمس ويب” نحو عقدين من الزمن لإنجازه. وقد مهّد الطريق أمام مشروع مستقبلي آخر نحو الفضاء يعمل عليه الدكتور موهاناكريشنا رانغاناتن في المعهد الفدرالي للتكنولوجيا.

وتحت إشراف غلاوزر، بدأ الإعداد لمهمة جديدة اسمها “لايف” أي “حياة” بهدف البحث عن كائنات حية خارج مجموعتنا الشمسية. وقد بدأ تصنيع الأجزاء الأولية من المسبار المستقبلي ومهمتها رص حزم الأشعة ما تحت الحمراء المتوسطة المستخدمة في تصوير أعماق الفضاء. وقد يستغرق هذا العمل العمر كله. 

من جهته، قال رانغاناتن: “إن متعة رؤية التلسكوب يغادر إلى الفضاء ويرسل الصور الأولى هي سعادة تحدث مرة في العمر”. 

تاريخ فيزيائي عريق

وتزخر قاعات المعهد الفدرالي للعلوم في زيوريخ بتاريخ فيزيائي عريق. وكان العالم الفيزيائي ألبيرت إينشتاين من أبرز خريجيه عام 1900. ولا تزال مقتنياته نابضة بالحياة. 

وقالت المسؤولة في قسم التواصل الدولي بالمعهد العالي للعلوم ماريان لوسيان: “إن إثبات صحة نظرية إينشتاين استغرق أكثر من مئة عام وما يعمل عليه باحثونا اليوم قد يستغرق حياتهم كلها قبل أن نثبت قيمتها العلمية”. 

والصور المذهلة التي يرسلها “جيمس ويب” ليست سوى البداية في رحلة الفضاء وفق ما يؤكد العلماء في المعهد، وتبدأ خطواتها الأولى من مقاعد الدراسة. 

Scan the code