التخطي إلى المحتوى

نشرت في:

توجد داخل موقع أثري في شبه جزيرة هوما بجنوب غرب كينيا بعض من أقدم الأدوات التي صنعها البشر على الإطلاق والمعروفة للخبراء باسم Oldowayen وتعود إلى العصر الحجري القديم.

تتضمن هذه الأدوات مجموعة متنوعة رائعة من الأوتاد والمطارق البسيطة التي استمرت صناعتها ما بين 2.6 مليون و1.6 مليون سنة، أي يبن نهاية عصر البليوسين الدافئ إلى مطلع البليستوسين البارد نسبياً.

واكتسب الباحثون بدراسة هذه الأدوات رؤى جديدة عن هذه المرحلة من عمر الإنسان والتطور البشري قبل فترة طويلة من انتشار الزراعة، حيث أدى تطور النمط الأولدواني من الصناعة الحجرية إلى تطور غذاء أسلاف البشر وتحسنه وربما كذلك البدء في تكوين إحساس بالوطن.

ويعود تكوين الموقع، المعروف باسم Kanjera South، إلى عام 1987 حيث تم إنشاؤه من قبل المتاحف الوطنية في كينيا بالتعاون مع برنامج أصول الإنسان التابع لمؤسسة “سميثسونيان” البحثية الأمريكية ويقود أعمال التنقيب فيه عالم الأنثروبولوجيا القديمة ريتشارد بوتس.

واكتشف الفريق أداة حجرية ساحرة يبلغ عمرها حوالي مليوني عام يبدو وقد استخدم بكثر بدليل الندوب الموجودة على حوافه العديدة ويزن حوالي نصف رطل بلون حديدي مائل إلى الحمرة.

على الرغم من أن هذا اللون يشير عادةً إلى أصل بركاني، وعلى الرغم من أن أشباه البشر غالباً ما يستخدمون الصخور البركانية كأدوات، إلا أن التحليل الجيولوجي يشير إلى أن هذا الحجر هو في الواقع صخرة كوارتزيت غير بركانية.

ويقول بوتس إن أدوات كهذه ساعدت أشباه البشر على التكيف مع مجموعة كبيرة من البيئات وأمنت لهم تنويع نظامهم الغذائي ليشمل “كل شيء يمكن لأي حيوان أن يأكله في البيئات الأفريقية” الأمر الذي ساهم على الأرجح في زيادة حجم الدماغ البشري.

ويعتقد العلماء اليوم أن هذه الأدوات تؤرخ أيضاً إلى الانتقال من حياة الترحال حيلة متجذرة في المكان حيث كان أسلاف البشر يعودون بانتظام إلى تلك المنطقة لصنع المزيد من الأدوات والتجمع والأكل والعيش.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *