التخطي إلى المحتوى

بدأت شرارة الأحداث الحالية في إيران بعد أن توفيت الشابة الإيرانية ذات ال 22 ربيعاً مهسا أميني حيث اعتقلتها دورية من “شرطة الأخلاق”، مساء الثلاثاء، مع عائلتها الذين كانوا قد سافروا من إقليم كردستان الإيراني لزيارة أقاربهم في العاصمة طهران.

أمر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بفتح تحقيق في ملابسات الحادث، وأعلن مدير هيئة الطب الشرعي بإيران يوم السبت عن إجراء تشريح لجثة مهسا أميني بدون إعلان نتائج حاسمة، حيث قال مهدي فوروزيش “إن النتائج ستُعلن بعد إجراء المزيد من الفحوصات من قبل خبراء طبيين”.

ودخل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على خط الجدل عبر تغريدة قال فيها “إن البيت الأبيض “يشعر بقلق عميق إزاء وفاة الإيرانية مهسا أميني”، وأضاف أن أميني “تعرضت للضرب خلال احتجازها من قبل شرطة الأخلاق الإيرانية”، ووصف موتها بأنه “أمر لا يُغتفر”.

من جانبه، اتصل الرئيس الإيراني بعائلة أميني وقال: “ابنتكم بمثابة ابنتي، وقد شعرت بفقدانها وكأني فقدت أحد احبائي”، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). وأضاف “ابنتكم وكل بنات إيران هنّ بناتي، وقد أوعزت إلى زملائي فور الإطلاع على هذه الحادثة بفتح تحقيق للكشف بدقة عن ملابساتها”.

إلا أن زوجة الرئيس الإيراني عادت في اليوم التالي لتصب الزيت على النار عبر تصريح دعت فيه لمواجهة التيار الذي يروج “للدعارة وعدم ارتداء الحجاب” على حد وصفها.

وما زاد الطين بلة في اليوم نفسه تصريح قائد شرطة طهران الكبرى، حسين رحيمي بأن موت أميني هو نتيجة “حادث مؤسف”. وقال إن “اتهامات كاذبة” وُجهت ضد الشرطة الإيرانية، وأن أميني لم تتعرض لأذى جسدي أثناء وبعد احتجازها، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية فارس.

وفي هذه الأثناء كانت مظاهرات غاضبة تعم شوارع إيران مُطالبين بالعدالة والمحاسبة على مقتل أميني، حيث اشتبك محتجون مع الشرطة في عدة مدن إيرانية. وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي نساء في طهران يخلعن حجابهن ويلوحن به وهن يرددن “الموت للديكتاتور”.

وقال مسؤولون إيرانيون إن أميني توفيت يوم الجمعة بعد إصابتها بـ “نوبة قلبية”، الأمر الذي نفته عائلتها وقالت إنها لا تعاني من مرض في القلب.

أصيب عشرات الأشخاص في احتجاحات بعد اشتباكات مع قوات الأمن في مسقط رأس أميني بعد مراسم جنازتها في سقز يوم السبت.

رغم التاريخ الوحشي في التعامل مع المظاهرات، بدا أن الاحتجاجات تنتشر بشكل واسع هذا الأسبوع، حيث أعاد موت أمينى إشعال الجدل حول دور ووجود شرطة الأخلاق التي اتُهمت مرارًا باستخدام العنف في السابق.

وفي هذه الأثناء، ظهر الرئيس الإيراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة ورفع صورة قاسم سليماني خلال كلمته في نيويورك، وقال: “إن بطل الحرب ضد الارهاب ومدمر جماعة داعش الإرهابية لم يكن سوى “الشهيد سليماني”. واضاف: “لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وقّع على وثيقة الجريمة الوحشية غير القانونية باغتيال هذا الانسان العظيم”.

بالمقابل، علّقت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتغريدة استبدلت فيها صورة سليماني بأخرى لمهسا أميني قائلة: “ربما تعتقد أنك تخدع العالم، لكن هذا كل ما نراه”.

 

Scan the code