التخطي إلى المحتوى

“ليبانون ديبايت”

أسابيع معدودة قد فصلت بين زيارة وفد “حزب الله” والسفير السعودي وليد البخاري، إلى كليمنصو، ولكن دلالاتها، تخطت حدود التوقيت إلى التركيز على العنوان الأساس على الساحة الداخلية وهو مرور ثلاثة أسابيع على بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية. ومن كليمنصو، ينطلق رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، في مقاربته الإستحقاق الرئاسي، من هاجسٍ وحيد، وهو الفراغ الذي يهدد بتدمير ما تبقّى من معالم الدولة وبتعميق الإنقسام بين اللبنانيين، ولذلك فقد بدأ مقاربته هذه، بلقاء حواري مع “حزب الله”، هدف إلى التنسيق بهدف الوصول بالساحة الداخلية، إلى قاعدة وأجواء، تسمح باجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها.

ووفق ما تكشف مصادر قريبة من كليمنصو لـ”ليبانون ديبايت”، فإن “هذه المقاربة، تلتقي أيضاً مع ما يقوم به في الآونة الأخيرة السفير السعودي، وإن كان دور البخاري مختلفاً، نظراً لكون المملكة طرفاً خارجياً، لكنها تسعى من خلال التواصل مع القوى السياسية القريبة منها، إلى العمل على إجراء الإستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، وبالتالي، التوصل إلى مقاربة هذا الإستحقاق، بطريقة يتمّ التوافق حولها، وذلك في حال لم تكن المواقف موحدة”.

وعلى خطّ الحوار حول الملف الرئاسي، الذي انطلق بين رئيس “الإشتراكي” والحزب، تقول المصادر نفسها، إن الحزب لم يكن سلبياً، وإن الموضوع ما زال مفتوحاً للنقاش، ولكن ما من نتائج في الوقت الحالي، علماً أن الأساس لدى زعيم المختارة، هو الوصول إلى موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، في أجواءٍ من عدم الإنقسام سياسياً، والسعي إلى إطلاق مبادرة عنوانها ” لا نريد رئيساً يمثّل تحدياً أو استفزازاً لأي فريق، وقادراً على التواصل مع المجتمع الدولي والدول العربية”.

في موازاة ذلك، تكشف المصادر، عن أن “لقاء جنبلاط مع السفير البخاري في كليمنصو، قد أتى أيضاً في سياق التشاور، خصوصاً وأن الحراك السعودي، لا يتخطى مستوى الدعوة إلى إجراء الإنتخابات الرئاسية، في ضوء الوعي لعدم الوصول إلى مرحلة الرئيس الإستفزازي”.

وفي هذا المجال، تركز المصادر على أن “علاقة جنبلاط مع السعودية، لم تنقطع في أي لحظة من اللحظات في المرحلة الماضية موضحةً أنه حتى عندما حصل زار وفدٌ من “حزب الله” كليمنصو حاول البعض التصوير أن علاقة جنبلاط مع السعودية انقطعت، لكن هذا الأمر ليس دقيقاً، وكذلك الأمر، يحاول البعض الآن التصوير بأن الحوار مع الحزب، معلّق، بينما في الواقع، كما تقول الأوساط، فإن باب التواصل مع الحزب قد فُتح وليس مقفلاً، وإن لم تُسجّل بعد أية نتائج حالياً”.

وعن الواقع السياسي اليوم، والدينامية التي انطلقت من كليمنصو في الأسابيع الماضية، تكشف هذه المصادر، عن واقعٍ من الركود والإنتظار، بعدما خسر اللبنانيون فرصة الإستفادة من الأجواء الإقليمية والدولية التي سادت منذ شهر، عندما كان الإتفاق النووي على مشارف الإنجاز، ولكن مع التراجع على هذا الصعيد والتعقيدات في الأزمة الروسية – الأوكرانية، فإن المنطقة برمتها وليس فقط لبنان، قد عادت إلى مربع الإنتظار وليس التسوية.

Scan the code